محاسب مقاولات محترف

آخر الأخبار

الحلقه الثانية من مذكرات محاسب

مذكرات محاسب: الحلقة الثانية - البحث عن وظيفة وتحديد الهدف

مذكرات محاسب: الحلقة الثانية - البحث عن وظيفة وتحديد الهدف

استكمال رحلة المحاسب حديث التخرج: نصائح حول البحث عن الفرص وتحديد المسار المهني

تستكمل هذه الحلقة الثانية من "مذكرات محاسب" رحلة الخريج الجديد في عالم المحاسبة. بعد التساؤلات الأولية التي طرحت في الحلقة الأولى، ننتقل الآن إلى خطوات عملية أكثر، مثل كيفية البحث عن الوظائف الشاغرة، وكيفية قراءة إعلانات التوظيف بعين فاحصة، والأهم من ذلك، ضرورة تحديد الهدف المهني ومعرفة "لماذا" نريد العمل في هذا المجال تحديداً. فالشغف وحب المجال هما الدافع الحقيقي للتطور والنجاح.

مصادر البحث عن وظائف ونصائح مهمة

أحد المصادر الرئيسية للبحث عن الوظائف الشاغرة هي الجرائد والمواقع الإعلانية المتخصصة. على سبيل المثال، جريدة الأهرام المصرية، خاصة عددها الأسبوعي الصادر يوم الجمعة، غالباً ما يمتلئ بإعلانات الوظائف. ومن المصادر الهامة أيضاً جريدة الوسيط الإعلانية وموقعها الإلكتروني.

وهنا نصيحة هامة عند متابعة إعلانات الوظائف: لاحظ الشركات التي تتكرر إعلاناتها عن نفس الوظائف بشكل أسبوعي أو مستمر. هذا التكرار قد يشير إلى أحد أمرين: إما أن معدل دوران الموظفين في هذه الشركة مرتفع، مما يعني وجود عيوب في بيئة العمل أو الإدارة، أو أن الإعلانات تستخدم بشكل أساسي للدعاية للشركة وليس للتوظيف الفعلي.

إذا كانت الشركة تنشر إعلانات متكررة لنفس الوظائف، فمن المحتمل أن تكون بيئة العمل غير مستقرة أو أن الأجور غير مجزية، مما يجعلها "طاردة للموظفين". ومع ذلك، حتى هذه الشركات قد تكون مفيدة لحديثي التخرج لاكتساب الخبرة الأولية التي تمكنهم لاحقاً من الانتقال إلى شركات أفضل. الخبرة المكتسبة في البداية، حتى لو كانت في بيئة عمل غير مثالية، تظل ذات قيمة.

تحديد الهدف: ماذا أريد؟ ولماذا؟

بدلاً من السؤال "ماذا أفعل؟"، من الأفضل أن نسأل أنفسنا: "ماذا أريد أن أفعل؟ ولماذا أريد أن أفعله؟". عندما نطرح السؤال بهذه الصيغة، نبدأ في استكشاف الإجابات وتحديد مسارات واضحة.

لنسأل أنفسنا: "ماذا تريد أن تعمل؟". الإجابة البديهية قد تكون "أريد أن أعمل كمحاسب". هذه بداية جيدة، ولكن السؤال الأعمق هو: "لماذا أريد أن أعمل كمحاسب؟". هنا تختلف الإجابات وتكشف الدوافع الحقيقية:

  • قد يجيب البعض: "لأنني تخرجت من كلية التجارة، وهذا هو المتوقع". هذا يعني أن الظروف هي التي دفعته لهذا المسار.
  • وقد يقول آخر: "لأنني أبحث عن أي عمل". بالنسبة لهذا الشخص، المحاسبة مجرد وسيلة لكسب الرزق، وقد يعمل في أي مجال آخر يحقق له نفس الهدف.
  • أما الإجابة الثالثة، وهي الأهم: "لأنني أحب مجال المحاسبة".

هل يختلف الأمر بين هذه الإجابات؟ نعم، يختلف جذرياً. من يحب المجال الذي يعمل فيه هو من يسعى جاهداً لتطوير نفسه، وتنمية مهاراته، والإبداع في عمله، والتغلب على العقبات التي تواجهه. الشغف هو وقود التميز والنجاح.

أهمية معرفة الوجهة: تحديد الهدف أول طريق النجاح

على كل منا أن يسأل نفسه بصدق: "لماذا أريد العمل كمحاسب؟". قم بتحليل إجابتك ودراستها بعمق. عندها فقط ستبدأ في معرفة ما تريده حقاً. الكثيرون يضيعون سنوات من عمرهم وهم لا يعرفون ماذا يريدون أو إلى أين يتجهون.

تخيل سفينة تنطلق في البحر دون تحديد ميناء الوصول؛ سينتهي بها الأمر حتماً حطاماً متناثراً تتقاذفه الأمواج. من لا يعرف وجهته ومبتغاه، سيتوه في الطرقات وتتقاذفه الظروف. إن أول وأهم خطوة في طريق النجاح هي تحديد الهدف بوضوح.

معرفة "لماذا" تعمل في مجال معين يمنحك الدافع للاستمرار والتطور، ويساعدك على توجيه جهودك نحو تحقيق أهدافك المهنية والشخصية.

إلى هنا تنتهي الحلقة الثانية من مذكرات محاسب. نأمل أن تكون هذه الأفكار مفيدة في رحلتكم المهنية. شاركونا آراءكم وتجاربكم لتعم الفائدة. نلتقي في الحلقة القادمة بإذن الله.

ملاحظة: تم ذكر تاريخ إصدار الجزء الثالث في المقال الأصلي (1 يناير 2018)، ولكن تم تعديل الخاتمة هنا لتكون أكثر عمومية.

التعليقات:

أضف تعليقاً: