مذكرات محاسب الحلقة الثالثه
مذكرات محاسب - الجزء الثالث
نصائح وإرشادات للمحاسبين الجدد والخريجين لبدء حياتهم المهنية.
نسألكم قراءة الفاتحة على روح المرحوم الدكتور إبراهيم الفقي الذي تعلمت منه الكثير وأثر فيّ كثيراً وأثر في أجيال كاملة. نسألكم الدعاء له بالرحمة والغفران فلن ننساه.
إلى الزملاء الحائرين، إلى كل محاسب جديد في الحياة العملية، إلى كل من تخرج حديثاً ويريد أن يبدأ الطريق، إلى كل من يلتمس ضوءاً ينير له الطريق... إهداء.
نعتذر عن التأخر في إصدار الجزء الثالث من مذكرات محاسب والذي كان من المفترض أن يصدر يوم 1 يناير 2018 ولكن لظروف خارجة عن إرادتنا تأخر إصدار الجزء الثالث.
يتساءل بعضنا بعد تخرجه من الكلية ويقول: "أنا خريج كلية تجارة ولم أعمل كمحاسب من قبل ولا أعرف كيف أبدأ". دعونا نقول: ماذا تريد أن تفعل؟
طور نفسك بنفسك
لماذا لا تقوم بتمرين نفسك وتطوير نفسك بنفسك؟ أنت تريد أن تعمل محاسباً، إذن لماذا لا تقوم بتأسيس شركة افتراضية في غرفتك وتأخذ من وقتك ساعة أو ساعتين يومياً لتقوم بممارسة عمل المحاسب فعلياً؟
قم بتسجيل العمليات المحاسبية الخاصة بشركتك الافتراضية. هذا النوع من التدريب يكون محاكياً للواقع العملي حيث تؤهل نفسك بنفسك وبصورة قريبة من الواقع. ماذا ينقصك لكي تبدأ مهنتك كمحاسب لشركتك الافتراضية؟ هل تريد مستندات لتمارس من خلالها تسجيلك للعمليات المالية؟
ماذا عن فواتير الكهرباء والمياه والغاز الخاصة بمنزلك؟ أليست تلك مستندات فعلية؟ هل تمتلك حساباً بنكياً في أحد البنوك؟ يمكنك عمل تسوية البنك الخاصة بكشف الحساب الخاص بك، أليس هذا مستنداً؟ تريد ميزانيات شركات فعلية؟ الجرائد مليئة بالقوائم المالية الخاصة بالشركات والتي يلزمها القانون بالنشر في الجرائد، وهناك مواقع البورصات التي تقوم بنشر نتائج أعمال الشركات والقوائم المالية الختامية لها.
هل تريد تصميم دفاتر محاسبية ومستندات؟ لماذا لا تقوم بتصميمها على برنامج الإكسل؟ إن الإكسل برنامج لا غنى عنه لأي محاسب لتصميم ما يريد، حتى وإن كنت تستخدم أحد البرامج الجاهزة، فمن خلال برنامج الإكسل يمكنك تصميم دورة محاسبية متكاملة.
أعتقد أن البعض سيرد أن عمل كل هذا يحتاج إلى وقت. فكما أخبرتكم في حلقات سابقة، أنت من تمتلك قرارك، يمكنك تنظيم وقتك، يمكنك توفير ساعتين لتطوير نفسك وتنمية مهاراتك.
رحلة البحث عن وظيفة
"أذهب إلى المقابلات ولا أعرف ماذا أفعل". حينما تذهب إلى المقابلة، هل تفقدك كثرة عدد الباحثين عن الوظيفة ثقتك بنفسك؟ الواقع أن الشركات تبحث عن الموظفين الجيدين، أو دعنا نقول الشركات الجيدة على الأقل. فماذا يكون رد فعلك على كثرة الأعداد في المقابلات؟
ولماذا لا تقوم بتقسيم أعداد المتقدمين للمقابلة إلى ثلاثة أقسام؟ القسم الأول: وهو من يعملون بالفعل ويبحثون عن فرصة عمل أفضل، وهذا القسم قد لا يكون العمل أو العائد المالي مجزياً له ولذلك قد يرفض هذا العمل. والقسم الثاني: هو ذلك القسم الذي لا تتوافر فيه مواصفات العمل ولذلك يرفض من قبل صاحب العمل. والقسم الثالث: هو القسم الذي يرضى بالوظيفة ويرضى به صاحب العمل، وهنا ستبدأ المفاوضات والمناقشات. فلماذا تفترض أنك لن تعمل؟
إن أهم شيء في المقابلة هو قوة الثقة بالنفس. أن تثق بنفسك. إن كنت لم تعمل بعد، فأنت كما في حاجة إلى عمل، فالشركة في حاجة إلى موظف، فلا شركات بغير موظفين. ويجب أن تمرن نفسك.
فإذا كانت تلك هي المقابلة الأولى لك، فأنت ستطرح هذا السؤال على نفسك: في ماذا سيتم سؤالي؟ الواقع أن من سيقوم بإجراء المقابلة معك سيقوم بسؤالك بنسبة كبيرة للغاية في ما قمت بكتابته في سيرتك الذاتية. فما كتبته بيديك هو ما سيتم سؤالك فيه. وتعود دائماً أن تكون جاهزاً للرد على ما قمت بكتابته.
وإن كنت قد عملت سابقاً، فربما لا تكون الوظيفة مناسبة لك. واعلم أن الله قد قدر لك الخير بقبولك في الوظيفة أو عدم قبولك فيها. فماذا ستفترض إذا لم يتم قبولك؟ أنك أقل من غيرك؟ ما رأيك إذا كان سبب رفضك هو أن مهاراتك وخبراتك أكبر من الوظيفة المتاحة في تلك الشركة؟
في النهاية، هذه هي الحلقة الثالثة من مذكرات محاسب، على وعد بأن يتم إصدار المزيد من الحلقات في الأيام القادمة، فالحديث لا ينتهي والكلام كثير. مع تمنياتنا بأن تكون هذه المذكرات مفيدة لكم.
وعلى وعد بتطويرها وتحسينها وأن يتم جمعها في كتاب واحد في النهاية.
شعارنا دوماً هو: معاً نستطيع، معاً نكون أقوى.
أضف تعليقاً: