محاسب مقاولات محترف

آخر الأخبار

إدارة المخاطر في شركات المقاولات

إدارة المخاطر في شركات المقاولات

إدارة المخاطر في شركات المقاولات

استراتيجيات وأدوات لتحديد وتحليل والاستجابة للمخاطر في مشروعات المقاولات

تعتبر إدارة المخاطر من العناصر الأساسية لنجاح شركات المقاولات في بيئة الأعمال المعاصرة. فقطاع المقاولات يتميز بطبيعته المعقدة والديناميكية، وتتعرض المشروعات فيه لمجموعة متنوعة من المخاطر التي قد تؤثر على تحقيق أهدافها من حيث الوقت والتكلفة والجودة. في هذا المقال، سنتناول مفهوم إدارة المخاطر في شركات المقاولات، وأنواع المخاطر التي تواجهها، ومراحل عملية إدارة المخاطر، واستراتيجيات الاستجابة للمخاطر، بالإضافة إلى دور التكنولوجيا في تحسين إدارة المخاطر.

مفهوم إدارة المخاطر في قطاع المقاولات

تعرف إدارة المخاطر بأنها عملية منهجية لتحديد وتحليل والاستجابة للمخاطر التي قد تواجه المشروع أو الشركة. وتهدف إدارة المخاطر إلى زيادة احتمالية وتأثير الأحداث الإيجابية، وتقليل احتمالية وتأثير الأحداث السلبية على أهداف المشروع أو الشركة.

وتكتسب إدارة المخاطر أهمية خاصة في قطاع المقاولات للأسباب التالية:

تعقيد المشروعات

تتميز مشروعات المقاولات بالتعقيد، حيث تتضمن العديد من الأنشطة والعمليات المترابطة، وتشمل العديد من الأطراف المعنية (العملاء، المقاولون، المقاولون من الباطن، الموردون، الجهات الحكومية، وغيرهم). وهذا التعقيد يزيد من احتمالية حدوث المخاطر وتأثيرها.

الطبيعة الفريدة للمشروعات

تتميز كل مشروع من مشروعات المقاولات بطبيعته الفريدة، من حيث الموقع، والتصميم، والمتطلبات، والظروف البيئية، والأطراف المعنية. وهذه الطبيعة الفريدة تجعل من الصعب الاعتماد على الخبرات السابقة فقط في إدارة المخاطر، وتتطلب تحليلاً خاصاً لكل مشروع.

طول مدة المشروعات

تستغرق مشروعات المقاولات عادة فترات زمنية طويلة، قد تمتد لسنوات في بعض الأحيان. وخلال هذه الفترة، قد تتغير الظروف الاقتصادية، والسياسية، والتنظيمية، والتكنولوجية، مما يزيد من احتمالية حدوث المخاطر.

ارتفاع قيمة المشروعات

تتميز مشروعات المقاولات بارتفاع قيمتها المالية، مما يجعل تأثير المخاطر كبيراً على الشركة. فقد تؤدي المخاطر غير المدارة بشكل جيد إلى خسائر مالية كبيرة، وقد تهدد استمرارية الشركة في بعض الحالات.

تعدد الأطراف المعنية

تتضمن مشروعات المقاولات العديد من الأطراف المعنية، مثل العملاء، والمقاولين، والمقاولين من الباطن، والموردين، والجهات الحكومية، والمجتمعات المحلية. وهذا التعدد يزيد من احتمالية حدوث النزاعات والمشكلات، ويتطلب إدارة فعالة للمخاطر.

أنواع المخاطر في شركات المقاولات

تواجه شركات المقاولات مجموعة متنوعة من المخاطر، يمكن تصنيفها إلى عدة فئات:

المخاطر الفنية

تتعلق المخاطر الفنية بالجوانب التقنية والهندسية للمشروع، وتشمل:

  • مخاطر التصميم: مثل الأخطاء أو النقص في التصاميم والمخططات، أو التغييرات في التصميم أثناء التنفيذ.
  • مخاطر التنفيذ: مثل صعوبات التنفيذ، أو عدم توفر التقنيات أو المهارات اللازمة، أو مشكلات الجودة.
  • مخاطر الموقع: مثل الظروف الجيولوجية غير المتوقعة، أو وجود مرافق تحت الأرض غير معروفة، أو تلوث التربة.
  • مخاطر المواد والمعدات: مثل عدم توفر المواد أو المعدات اللازمة، أو تأخر توريدها، أو عدم مطابقتها للمواصفات.

المخاطر المالية

تتعلق المخاطر المالية بالجوانب المالية للمشروع، وتشمل:

  • مخاطر التكلفة: مثل زيادة تكاليف المواد أو العمالة أو المعدات، أو التقدير غير الدقيق للتكاليف.
  • مخاطر التدفق النقدي: مثل تأخر الدفعات من العملاء، أو عدم توفر السيولة اللازمة لتمويل المشروع.
  • مخاطر سعر الصرف: في المشروعات الدولية، قد تتأثر الشركة بتغيرات أسعار صرف العملات.
  • مخاطر التضخم: قد تؤدي معدلات التضخم المرتفعة إلى زيادة تكاليف المشروع.
  • مخاطر التمويل: مثل صعوبة الحصول على التمويل اللازم، أو ارتفاع تكلفة التمويل.

المخاطر التعاقدية والقانونية

تتعلق المخاطر التعاقدية والقانونية بالجوانب التعاقدية والقانونية للمشروع، وتشمل:

  • مخاطر العقود: مثل الشروط غير الواضحة أو غير العادلة في العقود، أو النزاعات حول تفسير بنود العقد.
  • مخاطر المطالبات: مثل المطالبات من العملاء أو المقاولين من الباطن، أو النزاعات حول التغييرات أو التأخيرات.
  • مخاطر التراخيص والتصاريح: مثل تأخر الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة، أو رفضها.
  • مخاطر التغييرات في القوانين واللوائح: مثل تغيير قوانين البناء، أو اللوائح البيئية، أو قوانين العمل.
  • مخاطر المسؤولية: مثل المسؤولية عن الأضرار التي تلحق بالأشخاص أو الممتلكات، أو المسؤولية عن العيوب في المباني.

المخاطر البيئية والطبيعية

تتعلق المخاطر البيئية والطبيعية بالظروف البيئية والطبيعية التي قد تؤثر على المشروع، وتشمل:

  • مخاطر الظروف الجوية: مثل الأمطار الغزيرة، أو العواصف، أو درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة.
  • مخاطر الكوارث الطبيعية: مثل الزلازل، أو الفيضانات، أو الانهيارات الأرضية.
  • مخاطر التلوث: مثل تلوث الهواء أو الماء أو التربة، أو انبعاث المواد الخطرة.
  • مخاطر الآثار البيئية: مثل الآثار البيئية للمشروع على البيئة المحيطة، أو المعارضة من المجتمعات المحلية أو المنظمات البيئية.

المخاطر السياسية والاقتصادية

تتعلق المخاطر السياسية والاقتصادية بالظروف السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر على المشروع، وتشمل:

  • مخاطر الاستقرار السياسي: مثل التغييرات في الحكومات، أو الاضطرابات السياسية، أو الحروب.
  • مخاطر السياسات الحكومية: مثل التغييرات في السياسات الاقتصادية، أو سياسات الاستثمار، أو سياسات التجارة.
  • مخاطر الظروف الاقتصادية: مثل الركود الاقتصادي، أو الأزمات المالية، أو تغيرات أسعار الفائدة.
  • مخاطر السوق: مثل تغيرات الطلب على المشروعات، أو المنافسة الشديدة، أو تغيرات أسعار العقارات.

مخاطر الموارد البشرية

تتعلق مخاطر الموارد البشرية بالعاملين في المشروع، وتشمل:

  • مخاطر نقص العمالة: مثل عدم توفر العمالة الماهرة، أو ارتفاع معدل دوران العمالة.
  • مخاطر الإنتاجية: مثل انخفاض إنتاجية العاملين، أو مشكلات الجودة.
  • مخاطر السلامة والصحة المهنية: مثل الحوادث والإصابات في موقع العمل، أو الأمراض المهنية.
  • مخاطر النزاعات العمالية: مثل الإضرابات، أو النزاعات مع النقابات العمالية.
  • مخاطر فقدان الموظفين الرئيسيين: مثل استقالة أو مرض الموظفين الرئيسيين في المشروع.

مخاطر السمعة

تتعلق مخاطر السمعة بسمعة الشركة وعلاقاتها مع الأطراف المعنية، وتشمل:

  • مخاطر الإعلام السلبي: مثل التغطية الإعلامية السلبية للمشروع أو الشركة.
  • مخاطر العلاقات مع العملاء: مثل عدم رضا العملاء، أو النزاعات مع العملاء.
  • مخاطر العلاقات مع المجتمعات المحلية: مثل معارضة المجتمعات المحلية للمشروع، أو الشكاوى من الضوضاء أو التلوث.
  • مخاطر السلوك غير الأخلاقي: مثل الفساد، أو الرشوة، أو انتهاكات حقوق العمال.

مراحل عملية إدارة المخاطر

تتضمن عملية إدارة المخاطر في شركات المقاولات عدة مراحل رئيسية:

تخطيط إدارة المخاطر

تتضمن هذه المرحلة تحديد كيفية تنفيذ أنشطة إدارة المخاطر في المشروع. ويشمل ذلك:

  • تحديد المنهجية والأدوات والتقنيات التي ستستخدم في إدارة المخاطر.
  • تحديد الأدوار والمسؤوليات المتعلقة بإدارة المخاطر.
  • تحديد الميزانية والجدول الزمني لأنشطة إدارة المخاطر.
  • تحديد فئات المخاطر وتعريفات الاحتمالية والتأثير.
  • تحديد أصحاب المصلحة المعنيين بإدارة المخاطر.
  • إعداد خطة إدارة المخاطر.

تحديد المخاطر

تتضمن هذه المرحلة تحديد المخاطر التي قد تؤثر على المشروع، وتوثيق خصائصها. ويمكن استخدام عدة أساليب لتحديد المخاطر، مثل:

  • العصف الذهني: جمع فريق المشروع وأصحاب المصلحة لتوليد قائمة شاملة بالمخاطر المحتملة.
  • مراجعة الوثائق: مراجعة وثائق المشروع، مثل الخطط والعقود والمواصفات، لتحديد المخاطر المحتملة.
  • تحليل قوائم المراجعة: استخدام قوائم مراجعة المخاطر المعدة مسبقاً، بناءً على الخبرات السابقة أو المعايير الصناعية.
  • تحليل الافتراضات: تحديد وتحليل الافتراضات التي تم وضعها للمشروع، وتقييم مدى صحتها وتأثيرها.
  • تقنيات جمع المعلومات: مثل المقابلات، والاستبيانات، وورش العمل.
  • تحليل SWOT: تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات للمشروع.
  • رأي الخبراء: الاستعانة بآراء الخبراء في مجال المشروع أو إدارة المخاطر.

تحليل المخاطر

بعد تحديد المخاطر، يتم تحليلها لفهم طبيعتها وتأثيرها المحتمل على المشروع. ويتضمن تحليل المخاطر:

التحليل النوعي للمخاطر

يتضمن التحليل النوعي تقييم احتمالية حدوث كل خطر وتأثيره على أهداف المشروع، باستخدام مقاييس نوعية (مثل منخفض، متوسط، مرتفع). ويساعد هذا التحليل على ترتيب المخاطر حسب أولويتها، وتحديد المخاطر التي تتطلب مزيداً من التحليل أو استجابة فورية.

ويمكن استخدام عدة أدوات وتقنيات للتحليل النوعي، مثل:

  • مصفوفة الاحتمالية والتأثير: تستخدم لتصنيف المخاطر بناءً على احتمالية حدوثها وتأثيرها.
  • تقييم جودة البيانات: تقييم مدى دقة وموثوقية البيانات المتاحة عن المخاطر.
  • تصنيف المخاطر: تصنيف المخاطر حسب مصدرها أو نوعها أو مرحلة المشروع.
  • تقييم إلحاح المخاطر: تقييم مدى إلحاح الاستجابة للمخاطر، بناءً على الوقت المتاح قبل حدوثها.
  • رأي الخبراء: الاستعانة بآراء الخبراء في تقييم المخاطر.

التحليل الكمي للمخاطر

يتضمن التحليل الكمي تحليل التأثير العددي للمخاطر على أهداف المشروع. ويساعد هذا التحليل على تقدير احتمالية تحقيق أهداف المشروع، وتحديد الاحتياطيات اللازمة للوقت والتكلفة، وتحديد المخاطر التي تتطلب أكبر قدر من الاهتمام.

ويمكن استخدام عدة أدوات وتقنيات للتحليل الكمي، مثل:

  • تحليل القيمة النقدية المتوقعة: حساب القيمة النقدية المتوقعة للمخاطر، بضرب احتمالية حدوث الخطر في تأثيره المالي.
  • تحليل شجرة القرارات: استخدام شجرة القرارات لتحليل القرارات المتعلقة بالمخاطر، وتحديد المسار الأمثل.
  • نمذجة ومحاكاة المشروع: استخدام تقنيات المحاكاة، مثل مونت كارلو، لتقدير تأثير المخاطر على الجدول الزمني والتكلفة.
  • تحليل الحساسية: تحديد المخاطر التي لها أكبر تأثير على المشروع.
  • تحليل القيمة المتوقعة للمعلومات الكاملة: تقدير قيمة الحصول على معلومات إضافية عن المخاطر.

تخطيط الاستجابة للمخاطر

بعد تحليل المخاطر، يتم وضع خطط للاستجابة للمخاطر ذات الأولوية العالية. وتتضمن هذه المرحلة:

  • تحديد استراتيجيات الاستجابة للمخاطر.
  • تطوير خطط عمل محددة لتنفيذ استراتيجيات الاستجابة المختارة.
  • تحديد الموارد اللازمة لتنفيذ خطط الاستجابة.
  • تحديد المسؤوليات عن تنفيذ خطط الاستجابة.
  • تحديد المخاطر الثانوية التي قد تنشأ نتيجة لتنفيذ خطط الاستجابة.
  • تحديث خطة إدارة المشروع وخطة إدارة المخاطر.

تنفيذ الاستجابة للمخاطر

تتضمن هذه المرحلة تنفيذ خطط الاستجابة للمخاطر التي تم وضعها. ويشمل ذلك:

  • تنفيذ الإجراءات المحددة في خطط الاستجابة.
  • متابعة تنفيذ خطط الاستجابة والتأكد من فعاليتها.
  • تعديل خطط الاستجابة إذا لزم الأمر.
  • توثيق الدروس المستفادة من تنفيذ خطط الاستجابة.

مراقبة المخاطر

تتضمن هذه المرحلة مراقبة المخاطر المحددة، وتحديد المخاطر الجديدة، وتقييم فعالية عملية إدارة المخاطر طوال دورة حياة المشروع. ويشمل ذلك:

  • مراقبة المخاطر المحددة وتتبع حالتها.
  • مراقبة الظروف التي قد تؤدي إلى حدوث المخاطر.
  • مراقبة فعالية خطط الاستجابة للمخاطر.
  • تحديد المخاطر الجديدة وتحليلها والاستجابة لها.
  • تقييم فعالية عملية إدارة المخاطر وتحسينها.
  • إعداد تقارير عن حالة المخاطر وتقديمها لأصحاب المصلحة.

استراتيجيات الاستجابة للمخاطر

هناك عدة استراتيجيات يمكن استخدامها للاستجابة للمخاطر في شركات المقاولات:

استراتيجيات الاستجابة للمخاطر السلبية (التهديدات)

التجنب

تتضمن استراتيجية التجنب تغيير خطة المشروع لإزالة التهديد تماماً. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • تغيير نطاق المشروع أو أهدافه.
  • تغيير الجدول الزمني أو الموارد.
  • اختيار نهج مختلف للمشروع.
  • إلغاء المشروع إذا كانت المخاطر كبيرة جداً.

مثال: إذا كان هناك خطر من عدم توفر مواد بناء معينة، يمكن تغيير التصميم لاستخدام مواد أخرى متوفرة.

التخفيف

تتضمن استراتيجية التخفيف اتخاذ إجراءات لتقليل احتمالية حدوث الخطر أو تأثيره. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • تحسين العمليات والإجراءات.
  • تدريب العاملين.
  • استخدام تقنيات وأدوات أفضل.
  • إجراء اختبارات وفحوصات إضافية.
  • تنفيذ إجراءات وقائية.

مثال: إذا كان هناك خطر من تأخر المشروع بسبب الظروف الجوية، يمكن تعديل الجدول الزمني لتنفيذ الأنشطة الخارجية في فصول السنة ذات الظروف الجوية المناسبة.

التحويل

تتضمن استراتيجية التحويل نقل تأثير الخطر ومسؤولية الاستجابة له إلى طرف ثالث. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • التأمين ضد المخاطر.
  • الضمانات والكفالات.
  • العقود والاتفاقيات.
  • الشراكات والتحالفات.

مثال: شراء بوليصة تأمين لتغطية مخاطر الحريق أو الفيضانات.

القبول

تتضمن استراتيجية القبول قرار عدم تغيير خطة المشروع للتعامل مع الخطر، أو عدم القدرة على تحديد استراتيجية استجابة مناسبة. ويمكن أن يكون القبول:

  • قبول نشط: إعداد خطة طوارئ للتعامل مع الخطر إذا حدث.
  • قبول سلبي: عدم اتخاذ أي إجراء حتى يحدث الخطر.

مثال: قبول مخاطر التأخيرات البسيطة في توريد بعض المواد، مع وضع خطة طوارئ لاستخدام موردين بديلين إذا تجاوز التأخير حداً معيناً.

استراتيجيات الاستجابة للمخاطر الإيجابية (الفرص)

الاستغلال

تتضمن استراتيجية الاستغلال اتخاذ إجراءات لضمان تحقق الفرصة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • تخصيص موارد أفضل للمشروع.
  • تغيير نطاق المشروع لاستيعاب الفرصة.
  • تسريع الجدول الزمني لاستغلال الفرصة.

مثال: إذا كانت هناك فرصة للحصول على مواد بناء بأسعار مخفضة لفترة محدودة، يمكن تسريع عملية الشراء والتخزين لاستغلال هذه الفرصة.

التعزيز

تتضمن استراتيجية التعزيز اتخاذ إجراءات لزيادة احتمالية حدوث الفرصة أو تأثيرها الإيجابي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • تحسين الظروف التي تؤدي إلى حدوث الفرصة.
  • تعزيز العوامل التي تزيد من تأثير الفرصة.

مثال: إذا كانت هناك فرصة للحصول على مشروعات إضافية من عميل راضٍ، يمكن تعزيز هذه الفرصة من خلال تحسين جودة العمل وتقديم خدمات إضافية.

المشاركة

تتضمن استراتيجية المشاركة نقل ملكية الفرصة كلياً أو جزئياً إلى طرف ثالث أقدر على استغلالها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • الشراكات والتحالفات.
  • فرق المشروع المشتركة.
  • الشركات ذات الأغراض الخاصة.

مثال: الدخول في شراكة مع شركة متخصصة في تقنية معينة لاستغلال فرصة تنفيذ مشروع يتطلب هذه التقنية.

القبول

تتضمن استراتيجية القبول الاستعداد لاستغلال الفرصة إذا حدثت، دون السعي بنشاط لتحقيقها.

مثال: قبول فرصة انخفاض أسعار المواد في المستقبل، دون تغيير خطط الشراء الحالية.

دور التكنولوجيا في تحسين إدارة المخاطر

تلعب التكنولوجيا دوراً متزايد الأهمية في تحسين إدارة المخاطر في شركات المقاولات. ومن أبرز التطبيقات التكنولوجية في هذا المجال:

برمجيات إدارة المخاطر

توفر برمجيات إدارة المخاطر أدوات متطورة لتحديد وتحليل والاستجابة للمخاطر ومراقبتها. وتشمل هذه البرمجيات:

  • قواعد بيانات للمخاطر وخطط الاستجابة.
  • أدوات لتحليل المخاطر وتقييمها.
  • لوحات متابعة ومؤشرات أداء للمخاطر.
  • تقارير وإشعارات آلية.
  • تكامل مع أنظمة إدارة المشروعات الأخرى.

نمذجة معلومات البناء (BIM)

تساعد نمذجة معلومات البناء (BIM) على تحسين إدارة المخاطر من خلال:

  • اكتشاف التعارضات والمشكلات في التصميم قبل التنفيذ.
  • تحسين التنسيق بين التخصصات المختلفة.
  • محاكاة تنفيذ المشروع وتحديد المخاطر المحتملة.
  • تحسين تقدير التكاليف والجداول الزمنية.
  • توفير معلومات دقيقة وشاملة عن المشروع.

أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS)

تساعد أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) على تحسين إدارة المخاطر من خلال:

  • تحليل خصائص الموقع والمناطق المحيطة.
  • تحديد المخاطر الجيولوجية والبيئية.
  • تحليل تأثير المشروع على البيئة المحيطة.
  • تخطيط مسارات النقل والإمداد.
  • تحليل المخاطر المرتبطة بالموقع.

الطائرات بدون طيار (Drones)

تساعد الطائرات بدون طيار على تحسين إدارة المخاطر من خلال:

  • مسح وتصوير المواقع بدقة عالية.
  • مراقبة تقدم الأعمال ومقارنتها بالخطط.
  • فحص المناطق التي يصعب الوصول إليها.
  • تحديد المخاطر والمشكلات في الموقع.
  • توثيق حالة الموقع قبل وأثناء وبعد التنفيذ.

إنترنت الأشياء (IoT)

تساعد تقنيات إنترنت الأشياء على تحسين إدارة المخاطر من خلال:

  • مراقبة ظروف الموقع (درجة الحرارة، الرطوبة، الضوضاء) بشكل مستمر.
  • مراقبة أداء المعدات والآلات وصيانتها الوقائية.
  • مراقبة سلامة الهياكل والمنشآت.
  • تتبع العاملين والمعدات في الموقع.
  • الإنذار المبكر عن المخاطر والمشكلات.

الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة

تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة على تحسين إدارة المخاطر من خلال:

  • تحليل البيانات الضخمة واكتشاف الأنماط والاتجاهات.
  • التنبؤ بالمخاطر المحتملة بناءً على البيانات التاريخية.
  • تحسين تقدير التكاليف والجداول الزمنية.
  • تحسين عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالمخاطر.
  • أتمتة بعض جوانب عملية إدارة المخاطر.

الواقع الافتراضي والواقع المعزز

تساعد تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز على تحسين إدارة المخاطر من خلال:

  • محاكاة تنفيذ المشروع وتحديد المخاطر المحتملة.
  • تدريب العاملين على إجراءات السلامة والطوارئ.
  • تحسين التواصل والتنسيق بين أعضاء فريق المشروع.
  • تصور وفهم المشروع بشكل أفضل.
  • تحسين عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالمخاطر.

خاتمة

تعد إدارة المخاطر من العناصر الأساسية لنجاح شركات المقاولات في بيئة الأعمال المعاصرة. فالمخاطر جزء لا يتجزأ من مشروعات المقاولات، ولا يمكن تجنبها تماماً. ولكن يمكن إدارتها بشكل فعال من خلال تبني منهجية منظمة لتحديد وتحليل والاستجابة للمخاطر ومراقبتها.

وتتطلب إدارة المخاطر الفعالة التزام الإدارة العليا، ومشاركة جميع أعضاء فريق المشروع، وتوفير الموارد اللازمة، واستخدام الأدوات والتقنيات المناسبة. كما تتطلب ثقافة تنظيمية تشجع على الانفتاح والشفافية في التعامل مع المخاطر، وتعتبر إدارة المخاطر جزءاً لا يتجزأ من إدارة المشروع.

ومع التطور المستمر في التكنولوجيا، تتوفر المزيد من الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها لتحسين إدارة المخاطر في شركات المقاولات. ويجب على الشركات الاستفادة من هذه التطورات لتعزيز قدرتها على إدارة المخاطر بشكل فعال.

وفي النهاية، فإن الهدف من إدارة المخاطر ليس القضاء على جميع المخاطر، بل تحقيق التوازن المناسب بين المخاطر والفرص، وضمان أن المخاطر التي تتحملها الشركة هي مخاطر مدروسة ومفهومة ويمكن إدارتها. وبهذه الطريقة، يمكن لشركات المقاولات تحقيق أهدافها وتعزيز قدرتها التنافسية في سوق المقاولات.

© جميع الحقوق محفوظة - مقالات في إدارة شركات المقاولات

التعليقات:

أضف تعليقاً: